تلعب الأنشطة الموازية داخل الجامعات المغربية دوراً أساسياً في صقل شخصية الطالب إلى جانب التكوين الأكاديمي. فهي تمنح الفرصة لاكتساب مهارات جديدة في التواصل، القيادة، والعمل الجماعي. وتشرف عليها جمعيات وأندية طلابية نشيطة تعمل على إدماج الطلبة في محيط جامعي أكثر حيوية وتنوعاً.
وتتنوع هذه الأنشطة بين ثقافية، رياضية، وفنية، حيث تتيح للطلبة التعبير عن مواهبهم والمشاركة في مبادرات خلاقة. وتُعتبر الملتقيات العلمية والندوات الفكرية من أبرز أشكال النشاط الطلابي، إذ تفتح نقاشات مهمة حول قضايا المجتمع وتساهم في ترسيخ الوعي الفكري والنقدي لدى الشباب الجامعي.
على المستوى الرياضي، توفر الجامعات فضاءات لممارسة مختلف الرياضات الفردية والجماعية، مما يساعد الطلبة على الحفاظ على لياقتهم البدنية وتخفيف الضغط الدراسي. وتعرف هذه الأنشطة إقبالاً واسعاً من طرف الطلبة الذين يرون فيها وسيلة للتوازن بين الدراسة والترفيه.
أما في الجانب الثقافي والفني، فيشارك الطلبة في أنشطة المسرح، الموسيقى، والفنون التشكيلية. وتُقام معارض ومهرجانات جامعية بشكل دوري، تعكس طاقات الشباب وتبرز قدراتهم الإبداعية. هذه المبادرات تخلق فضاءات للتلاقي والحوار بين الطلبة من مختلف الشعب والتخصصات.
إلى جانب ذلك، تسهم الأنشطة الموازية في تكوين قيادات طلابية قادرة على تحمل المسؤولية والمشاركة في العمل الجمعوي. وهو ما يعزز روح المواطنة الفاعلة، ويمنح الطلبة تجربة عملية مفيدة في مجالات التنظيم والتسيير والتخطيط، توازي ما يكتسبونه من معارف أكاديمية.
ورغم هذه الجهود، يظل تحدي التمويل والدعم المادي قائماً أمام الجمعيات الطلابية، مما يحد من توسع الأنشطة الموازية. لذلك، يأمل الطلبة أن تعمل الوزارة والجامعات على تخصيص موارد إضافية لدعم هذه المبادرات، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المسار الجامعي، وركيزة أساسية لتكوين أجيال متكاملة.